قصص جديدة عن المخيم قصة قصيرة جداً
جمعتهما ليلة بعد تعارف طويل.. هو في الثلاثين من العمر أسود البشرة كعتمة المخيم .. و هي في العشرين، بولندية الأصل.. شقراء طويلة القامة، جاءت بعد مولدها بأشهر إلى القدس ووالدها يعمل سائق جرافة، لا تبعد مستوطنتها عن المخيم سوى كيلومترين… وحبسها المطر الغزير في غرفة أحمد الوحيدة المصنوعة من الطين و القصب… وقطرات من الماء تتساقط من سقف الغرفة.
تململت في فراشها لا تستطيع النوم من شدة البرد و ..
” لعله يفكر في الجنس في هذه اللحظات”
ويتصاعد لهاثها مع كل حركة حركة تصدر عن أحمد
“سآخذ سارة غداً إلى المخيم لترى بنفسها أن المخيمات تتشابه”
” رأت بنفسها بالأمس كيف كانوا يضعون الإشارات على البيوت الطينية التي ستهدم”
“وبعد غد سنذهب إلى غزة…”
ناما قليلاً في ساعة متأخرة من تلك الليلة… ونهضا على صوت يقترب شيئاً فشيئاً من الغرفة … مع تصاعد بعض الغبار .. نظرا سوياً عبر النافذة والجرافة قادمة نحوهما. أصيبت بالدهشة و الذهول لما رأت أن السائق
“أبي.. لا أصدق”
تعالى صوتها وصرخت لسائق الجرافة
- أبي .. أبي .. انتظر
و كان صوت الجرافة أعلى من صوتها
قفزت من النافذة لتجد نفسها أمام الجرافة … و في لحظات التحم جسدها مع الغرفة المهدمة وغبار ودم يملأن المكان.
ملاحظة : فيرد أريحا هي مستوطنة قرب مدينة أريحا، وهي تعني بالعربية وردة أريحا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق