قال مقيمون ان الدبابات السورية قصفت مدينة حماة بعد صلاة التراويح مساء الثلاثاء لليلة الثالثة على التوالي من الهجوم الذي تقوم به المدرعات بهدف سحق واحدة من أكبر الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد.
وأضاف الاهالي ان القصف تركز على أحياء الرباعي والحميدية في شرق المدينة وعلى طريق حلب في الشمال وعلى منطقة البعث في شرق المدينة.
وتعرض حشد حاول التجمع في حي العلمين بوسط المدينة عقب صلاة التراويح لاطلاق نار من جانب قوات الاسد.
مظاهرات
من جهة اخرى افاد ناشط حقوقي ان مظاهرات جرت في مدن سورية عدة بعد صلاة التراويح نصرة لحماة (وسط) ودير الزور (شرق) واستخدم عناصر الامن الرصاص الحي لتفريقها.
وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس ان «اكثر من 40 الف متظاهر خرجوا من عدة مساجد ومناطق في مدينة دير الزور على الرغم من وجود الجيش على اطراف المدينة».
واضاف ريحاوي ان «ثلاث مظاهرات انطلقت من حي الميدان في دمشق والتقت في منطقة ابو حبل قام الامن بتفريقها بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي».
واشار الى ان «عناصر الامن قامت بملاحقة المتظاهرين الذين حاولوا الفرار الى داخل الاحياء».
وتابع «كما خرجت مظاهرة لاول مرة في حي المهاجرين في دمشق شارك فيها نحو 800 متظاهر نصرة لحماة ودير الزور»، ولكن لم تظهر قوات الامن خلال التظاهرة.
وفي حي ركن الدين في العاصمة «خرجت مظاهرة صغيرة تصدى لها الامن» لافتا الى «انباء عن اعتقالات في صفوف المشاركين».
وفي ريف دمشق» شهت مدينة دوما مظاهرة خرجت من 3 جوامع والتقت امام الجامع الكبير شارك فيها آلاف المتظاهرين في حي القدم الا ان عناصر الامن فرقتهم باطلاق النار والغاز المسيل للدموع».
كما شهد ريف دمشق مظاهرات في «المعضمية حيث اقتحم رجال الامن المدينة واطلقوا النار، وكذلك في الكسوة وجديدة عرطوز ومضايا والزبداني على الرغم من الحصار المفروض عليها، وكذلك في قدسيا والتل وسقبا وحرستا نصرة لحماة وهاتفين باسقاط النظام».
واشار الى ان «متظاهري حرستا حاولوا الوصول الى عربين المحاصرة الا ان الامن تصدى لم واطلق عليهم النار والقنابل المسيلة للدموع».
حماة
وتابع ريحاوي ان مظاهرات اخرى خرجت من مدن عدة «حيث خرج في حماة (وسط) آلاف المتظاهرين على الرغم من الحصار والوجود الامني الكثيف حيث تم تفريقهم بالقوة وباستخدام الرصاص»، مضيفا ان «معظم الاحياء في مدينة حمص (وسط) خرجت للتظاهر لفك الحصار عن حماة هاتفة لسقوط النظام».
وفي اللاذقية (غرب) «خرجت ثلاث مظاهرات كان اضخمها في حي الرمل الجنوبي حيث شارك نحو 4 آلاف متظاهر كما خرجت مظاهرة في بانياس وجبلة (غرب) نصرة لحماة».
وفي جنوب البلاد، «خرجت مظاهرة ضمت نحو 5 آلاف متظاهر في درعا البلد والمئات في درعا المحطة تهتف لنصرة حماة ودير الزور قابلها الامن بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع.
كما خرج نحو 5 آلاف متظاهر في داعل في ريف درعا» بحسب الناشط.
وفي ادلب (شمال غرب) «تظاهر نحو الف شخص داخل المدينة خرجوا من مختلف المساجد قبل ان يتجمعوا في الساحة نصرة لحماة والمدن المحاصرة.
ونادى المتظاهرون بالحرية كما خرج المئات في مدينة سراقب (ريف ادلب) تصدى لها الامن بالرصاص» دون ان يشير الناشط الى اصابات.
وفي شمال شرق البلاد، «خرج مئات المتظاهرين في حي غويران وفرقهم رجال الامن بالقوة. واصيب احد المتظاهرين بجروح».
وفي القامشلي «اصيب متظاهر بجروح بعد ان تجمع اكثر من الف متظاهر للمطالبة باسقاط النظام وفك الحصار عن المدن المحاصرة».
وفي الرقة (شمال) «خرج مئات المتظاهرين الذين تصدى لهم الامن بالقوة والغاز المسيل للدموع».
مجلس الأمن
وفيما تدور هذه الاحداث في سورية فشل مجلس الامن الدولي في التوافق على موقف مشترك حول القمع في هذه البلاد.
واشار دبلوماسيون الى تحقيق تقدم الثلاثاء الا ان الانقسامات لا تزال مستمرة بين الاعضاء الـ15 في المجلس.
ومن المقرر ان يتشاور الدبلوماسيون مع عواصمهم على ان يستأنفوا المحادثات الاربعاء.
واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تصريح للصحافيين الثلاثاء في نيويورك ان الرئيس بشار الاسد «فقد اي شعور انساني».
وقال «منذ بداية الازمة، اصدرت العديد من التصريحات، وتحدثت الى الرئيس الاسد مرارا، وعبرت عن رغبتي في ان يكون صريحا في تعاطيه السلمي مع هذه المشكلات».
واضاف بان كي مون ان اعمال القمع التي شهدتها سورية خلال الايام الماضية «غير مقبولة بتاتا»، واعتبر ان الرئيس الاسد ينبغي ان «يعي انه مسؤول امام القانون الدولي».
ووزعت الدول الاوروبية مشروع قرار جديدا لكن الدبلوماسيين الهنود والروس قالوا انه لا يختلف عن النص السابق الذي رفضوه قبل شهرين.
وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين «هذا ليس بجديد».
وقال السفير الهندي هاردين سنغ بوري «لم يتم تعديل النص الذي طرح سابقا، ما عدا اضافة بعض المستجدات».
وهددت روسيا والصين باستخدام حق الفيتو لمنع صدور اي قرار بهذا المعنى، تدعمهما في ذلك البرازيل والهند وجنوب افريقيا. وتعارض هذه الدول حتى صدور بيان عن مجلس الامن يدين سورية.
روسيا
لكن وزارة الخارجية الروسية قالت انها لن تعارض قرارا للامم المتحدة بادانة العنف في سورية ما دام لا يتضمن فرض عقوبات أو غير ذلك من «الضغوط».
وفتحت هذه التصريحات الباب لاحراز تقدم بشأن احتمال صدور قرار من مجلس الامن الذي تملك فيه روسيا حق النقض في ثاني أيام المشاورات بشأن كيفية التحرك ازاء التقارير الجديدة عن اراقة دماء.
وقال سيرجي فيرشينين مسؤول ادارة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية ان روسيا لا تعارض «بصورة قطعية» تبني قرار بشأن سورية.
واضاف «نحن لسنا شكليين ولا نعارض بصورة قطعية شيئا في حد ذاته.. اذا كانت هناك مواد غير متوازنة وعقوبات وضغوط.. أعتقد ان مثل هذا النوع من الضغوط سيئ لاننا نريد تقليل اراقة الدماء ومزيدا من الديموقراطية».
وأوصلت تهديدات روسية وصينية باستخدام حق النقض ضد مشروع قرار يدين العنف في سورية مجلس الامن الى طريق مسدود قبل شهرين.
==================
وزير خارجية بلغاريا لـ الوطن:
نطالب الجامعة العربية وحكومات المنطقة بموقف صريح يدين ممارسات الأسد
صوفيا – الوطن:
وصف الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف في حديث خاص مع «الوطن» ممارسات نظام بشار الاسد ضد شعبه بأنها «عدوان بشع وفظيع»، وقال «ان بلغاريا وكل البلدان الاعضاء في الاتحاد الاوروبي تدين بقوة العنف والقمع الوحشي الذي تمارسه السلطات السورية ضد حركة الاحتجاجات السلمية المطالبة بالحرية والديموقراطية في البلاد» داعيا الى «وضع حد فوري لها ووقفها والسماح للشعب بالتعبير والتظاهر سلميا والاستجابة لمطالبه المشروعة».
وطالب ملادينوف الجامعة العربية وحكومات الدول العربية باتخاذ موقف واضح وصريح يدين ممارسات نظام الاسدضد شعبه ووقف عمليات القتل الدموي والتعذيب الوحشي للمحتجين والمعارضين، وتساءل «كيف يمكن ان تواجه حكومات الدول العربية ما يجري في سورية من اعمال وحشية بمثل هذا الصمت»، مشيرا الى «ان مئات المحتجين قتلوا برصاص قوات الامن السورية والجيش الذي يهاجم المدن والمناطق التي تشهد التظاهرات، اضافة الى اعتقال الالاف منهم وتعريضهم لعمليات تعذيب بشعة».
وشدد الوزير على ان الشعب السوري يمتلك ما يكفي من القدرات والامكانات للتعامل مع الوضع الناشئ والشروع بحوار جدي وحقيقي وصادق بين الحكومة والمعارضة لوضع خارطة طريق تقود البلاد نحو الانتقال السلمي الى الديموقراطية ودولة المؤسسات، مشددا على «ان بلاده طالما ابدت استعدادها لتقديم المساعدة لتحقيق مثل هذا الحوار».
هذا وكانت الخارجية حذرت المواطنين البلغار من السفر الى سورية «ودعت المقيمين منهم في سورية الى عدم الوجود في المناطق العامة او اقامة روابط واتصالات مع المتظاهرين لكي لا يتعرضوا الى الاعتقال على يد اجهزة الامن السورية».
وقال بيان رسمي صادر عن دائرة المتحدث الرسمي «ان السفارة البلغارية في دمشق تمتلك امكانات محدودة للغاية لتقديم المساعدة او الحماية القنصلية للمواطنين البلغار الموجودين في سورية بسبب تفاقم الاوضاع الامنية في هذه البلاد».
================
وزير خارجية لبنان يزور سورية
بيروت - يو بي أي: تلقى وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الأربعاء دعوة من نظيره السوري وليد المعلم لزيارة دمشق، واعداً بتلبيتها «في أقرب فرصة».
وقال السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، «نقلت للوزير منصور دعوة من نظيره الوزير وليد المعلم لزيارة سورية ووعدني بتلبيتها في أقرب فرصة».
وعن سبب الزيارة بظل الظروف الحالية في سورية قال علي: «ان الوزير منصور لا يزال وزيراً جديداً، والقضايا المشتركة تستدعي من الوزيرين ان يناقشا القضايا التي تشغل البلدين، حتى ان الوضع الداخلي مترابط».
وأضاف «ان الاستهداف الذي تتعرض له سورية، ليس لبنان خارجاً عنه، لأن العلاقة بين البلدين مترابطة والمصالح مشتركة والأمن متبادل والاستهداف الاسرائيلي والاستهداف التآمري الذي يستهدف سورية، لذا ان للبنان مصلحة بأمن سورية، كما ان لسورية مصلحة بأمن لبنان».
وتابع «لذلك فان القضايا كلها تستدعي من الوزارتين، ومن الوزيرين ومن المسؤولين في البلدين، المناقشة والحوار».
وعن موعد تلبية الدعوة من قبل الوزير منصور أجاب السفير علي «غالباً في وقت قريب».
وعما اذا كان اللقاء المرتقب لوزيري خارجية البلدين تمهيدياً لقمة سورية - لبنانية قال «لا أدري، ولكن العلاقات دائماً في افضل الحالات تشاوراً واتصالاً ولقاءات».
==============
تدمير قسم من السجن المركزي بحماة
لندن – يو بي اي: أعلنت اللجنة السورية لحقوق الانسان ومقرها بريطانيا ان القسم الشمالي من السجن المركزي في مدينة حماة تم تدميره واحراق 13 زنزانة بمن فيها.
ونقلت اللجنة ان شهود عيان «شاهدوا سيارة خارجة من السجن مليئة بالجثث، فيما أكد بعض سكان المنطقة المحيطة خروج عشرات الجثث من السجن وبعضها متفحمة».
واضافت اللجنة نقلاً عن مصدر وصفته بأنه «موثوق» في السجن المركزي بمدينة حمص «أن المعتقلين نفذوا اليوم اعتصاماً فقامت قوات الشرطة باغلاق جميع أجنحة السجن الأخرى واطلاق قنابل غازية على المعتصمين، وأمر رئيس فرع سجن حمص ورئيس مفرزة الأمن السياسي بالسجن لاحقاً جميع عناصر الشرطة بضرب المعتصمين بالعصي الكهربائية والهراوات».
===================
موالون للأسد يهاجمون مظاهرة بلبنان
بيروت - ا ف ب: هاجم موالون للرئيس السوري بشار الاسد مساء الثلاثاء عشرات الاشخاص الذين تجمعوا امام السفارة السورية في بيروت تضامنا مع المحتجين السوريين ضد النظام السوري، ما ادى الى سقوط جرحى، على ما افاد احد المشاركين في التظاهرة.
وقال المصدر نفسه لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان «مجموعة من المؤيدين للنظام السوري هاجمت المتجمعين امام مبنى السفارة السورية في شارع الحمرا في بيروت للتعبير عن احتجاجهم على قمع السلطات السورية للمتظاهرين».
واضاف ان «عددا من الاشخاص اصيبوا بجروح جراء الهجوم من بينهم شخص واحد على الاقل اصابته بالغة» نقل الى المستشفى.
==================
ألمانيا تعلق ترحيل اللاجئين السوريين
برلين – د ب ا: أكدت وزارة الداخلية الألمانية أنه لن يتم ترحيل السوريين، الذين تم رفض طلب لجوئهم، الى سورية بسبب الاضطرابات التي تشهدها حاليا.
يذكر ان الداخلية الألمانية أوصت الولايات الألمانية نهاية ابريل الماضي بتعليق اجراءات الترحيل الى سورية حتى تتضح الأوضاع في البلاد.
وقال متحدث باسم الوزارة الأربعاء في برلين ردا على استفسار أنه لم يتم ترحيل سوريين من ألمانيا منذ 28 ابريل الماضي على حد علم الوزارة.
===============
موسكو: فرض عقوبات مشددة على دمشق «أمر منطقي»
موسكو – «الوطن»:
يرى ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للشؤون الخارجية وممثل الرئيس الروسي في التسوية الليبية ان فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات مشددة على الحكومة السورية أمر منطقي. وأضاف قوله: ان «المجتمع الدولي قلق للغاية من العنف الدائر في هذا البلد العربي، وما يشير الى ذلك الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي نزولا عند رغبة ألمانيا.
وكشف مارغيلوف وهو من المقربين لقصر الكرملين عن معلومات تسربت عن الجلسة المغلقة لمجلس الأمن مفادها ان «صبر أعضاء مجلس الأمن بات يكاد ينفذ». وتابع: «من المستبعد ان يذهب الأمر الى التدخل العسكري العاجل كما حدث في حالة ليبيا، في حين يمكن ترجيح فرض عقوبات مشددة عقب الشجب الشديد». ويرى مارغيلوف ان القيادة السورية «قد وصلت الى حد اراقة الدماء المترافق بقمع المعارضة».
=================
فايننشال تايمز
تحديات صعبة أمام المعارضة السورية
بقلم – رولا خلف:
عندما يلتقي وسام طريف رئيس إحدى منظمات حقوق الإنسان في سورية، مسؤولين غربيين هذه الأيام غالباً ما يسمع منهم سؤالاً تقليدياً مثيراً للشعور بالإحباط لديه هو: أين بديل النظام السوري؟
بالطبع إن من حق هؤلاء المسؤولين طرح هذا السؤال في ظل الأوضاع القائمة، إذ على الرغم من أن حركة الشباب ازدادت زخماً أمام حملة القمع التي يشنها النظام على المحتجين، لم تبرز حتى الآن جبهة معارضة متماسكة تستطيع التحدث فعلاً باسم الناس الثائرين في الشوارع. صحيح أن ناشطي المعارضة ومفكري الخارج بذلوا الكثير من الجهود، وهناك حملة لحث القوى الخارجية على العمل، إلا أن المعارضة السورية لاتزال باعترافها تناضل لتوحيد صفوفها ومن ثم التحدث بصوت واحد.
لكن كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ من الملاحظ أن حركة الاحتجاج المؤلفة في معظمها من الشباب تتسم بطابع محلي في نشاطها بسبب إجراءات القمع الشديدة التي لا تمكّن عناصرها حتى من الاتصال ببعضهم بعضاً ناهيك عن تنظيم أنفسهم ليصبحوا قوة وطنية.
فأي قيادي محلي يتجرأ على الكشف عن نشاطه لابد أن يواجه عقوبة فورية في ظل حملة الاعتقالات التي ينفذها النظام.
حدث مثل هذا الشهر الماضي حينما أحبطت الحكومة بالقوة اجتماعاً كان من المقرر أن يعقده ناشطون محليون في دمشق ليتصادف مع انعقاد مؤتمر للمعارضة السورية في اسطنبول.
غير أن المعارضة تمكنت بكل أطيافها من ناشطين، مفكرين، ليبراليين، اسلاميين، عرب وأكراد من عقد مؤتمرات عدة خارج سورية تخللتها بالطبع بعض الخلافات لكن الجميع خرجوا بعد ذلك برسالة مشتركة واحدة مفادها العمل لإحلال نظام سياسي ديموقراطي في سورية.
كما اعترف هؤلاء جميعاً، أيضاً بأنهم مجرد مؤيدين لحركة الاحتجاج لا قادة لها.
يقول برهان غليون، وهو أكاديمي منشق: يكتشف أبناء الخارج الذين يريدون التعامل بالسياسة أن هناك مجتمعاً مدنياً وشباباً جديرين بالاحترام، لكن الجميع بانتظار تطور الأحداث على الأرض.
أما في الداخل السوري فقد تمكن ما يوصف بلجان التنسيق المحلية من إيجاد شبكة معلومات فاعلة مكّنت الناشطين من الاتصال فيما بينهم والاتفاق مع مجتمعاتهم المحلية على البيانات السياسية وهتافات المظاهرات كل أسبوع. كما تم إنشاء شبكة سرية من الأطباء لتقديم المساعدة للجرحى الذين يمكن أن يواجهوا الاعتقال إذا توجهوا للمستشفيات للعلاج. لكن ثمة تقارير تتحدث حول وجود منافسات حتى داخل هذه اللجان.
على أي حال، هناك عاملان يعيقان المعارضة الداخلية الأول: عدم حدوث انشقاقات على مستوى رفيع في سورية مما يحرم المعارضة الداخلية من الشخصيات التي تستطيع القيام بدور رئيسي بارز. ويتمثل العامل الثاني في اهتمام النظام بالسيطرة على المناطق الحدودية لمنع إنشاء جيب يؤمن الحماية للمعارضة.
لذا يركز الناشطون في مناقشاتهم منذ أشهر على التحدي الذي تواجهه المعارضة ويقارنه البعض ببساطة مع ليبيا، حيث تمكن فيها المنشقون بسرعة من تشكيل سلطة انتقالية في مدينة بنغازي المحررة، لكن حتى المعارضة الليبية هذه واجهت حالة من الفوضى مؤخراً إثر مقتل قائدها العسكري عبدالفتاح يونس.
لكن على الرغم من التحديات التي تواجهها المعارضة السورية، يقول طريف إن عليها أن تكشف قريباً عن «خطة انتقالية حقيقية» كما أنها بحاجة لبدء العمل بدستور جديد ينقل الحوار نحو المستقبل ويُسبغ الشرعية عليها.
غير أن مهمة المعارضة لن تكون سهلة على
ما يبدو مع تصميم النظام على الاستمرار بالحل الأمني للأزمة مهما بلغت التكاليف.
وأضاف الاهالي ان القصف تركز على أحياء الرباعي والحميدية في شرق المدينة وعلى طريق حلب في الشمال وعلى منطقة البعث في شرق المدينة.
وتعرض حشد حاول التجمع في حي العلمين بوسط المدينة عقب صلاة التراويح لاطلاق نار من جانب قوات الاسد.
مظاهرات
من جهة اخرى افاد ناشط حقوقي ان مظاهرات جرت في مدن سورية عدة بعد صلاة التراويح نصرة لحماة (وسط) ودير الزور (شرق) واستخدم عناصر الامن الرصاص الحي لتفريقها.
وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس ان «اكثر من 40 الف متظاهر خرجوا من عدة مساجد ومناطق في مدينة دير الزور على الرغم من وجود الجيش على اطراف المدينة».
واضاف ريحاوي ان «ثلاث مظاهرات انطلقت من حي الميدان في دمشق والتقت في منطقة ابو حبل قام الامن بتفريقها بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي».
واشار الى ان «عناصر الامن قامت بملاحقة المتظاهرين الذين حاولوا الفرار الى داخل الاحياء».
وتابع «كما خرجت مظاهرة لاول مرة في حي المهاجرين في دمشق شارك فيها نحو 800 متظاهر نصرة لحماة ودير الزور»، ولكن لم تظهر قوات الامن خلال التظاهرة.
وفي حي ركن الدين في العاصمة «خرجت مظاهرة صغيرة تصدى لها الامن» لافتا الى «انباء عن اعتقالات في صفوف المشاركين».
وفي ريف دمشق» شهت مدينة دوما مظاهرة خرجت من 3 جوامع والتقت امام الجامع الكبير شارك فيها آلاف المتظاهرين في حي القدم الا ان عناصر الامن فرقتهم باطلاق النار والغاز المسيل للدموع».
كما شهد ريف دمشق مظاهرات في «المعضمية حيث اقتحم رجال الامن المدينة واطلقوا النار، وكذلك في الكسوة وجديدة عرطوز ومضايا والزبداني على الرغم من الحصار المفروض عليها، وكذلك في قدسيا والتل وسقبا وحرستا نصرة لحماة وهاتفين باسقاط النظام».
واشار الى ان «متظاهري حرستا حاولوا الوصول الى عربين المحاصرة الا ان الامن تصدى لم واطلق عليهم النار والقنابل المسيلة للدموع».
حماة
وتابع ريحاوي ان مظاهرات اخرى خرجت من مدن عدة «حيث خرج في حماة (وسط) آلاف المتظاهرين على الرغم من الحصار والوجود الامني الكثيف حيث تم تفريقهم بالقوة وباستخدام الرصاص»، مضيفا ان «معظم الاحياء في مدينة حمص (وسط) خرجت للتظاهر لفك الحصار عن حماة هاتفة لسقوط النظام».
وفي اللاذقية (غرب) «خرجت ثلاث مظاهرات كان اضخمها في حي الرمل الجنوبي حيث شارك نحو 4 آلاف متظاهر كما خرجت مظاهرة في بانياس وجبلة (غرب) نصرة لحماة».
وفي جنوب البلاد، «خرجت مظاهرة ضمت نحو 5 آلاف متظاهر في درعا البلد والمئات في درعا المحطة تهتف لنصرة حماة ودير الزور قابلها الامن بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع.
كما خرج نحو 5 آلاف متظاهر في داعل في ريف درعا» بحسب الناشط.
وفي ادلب (شمال غرب) «تظاهر نحو الف شخص داخل المدينة خرجوا من مختلف المساجد قبل ان يتجمعوا في الساحة نصرة لحماة والمدن المحاصرة.
ونادى المتظاهرون بالحرية كما خرج المئات في مدينة سراقب (ريف ادلب) تصدى لها الامن بالرصاص» دون ان يشير الناشط الى اصابات.
وفي شمال شرق البلاد، «خرج مئات المتظاهرين في حي غويران وفرقهم رجال الامن بالقوة. واصيب احد المتظاهرين بجروح».
وفي القامشلي «اصيب متظاهر بجروح بعد ان تجمع اكثر من الف متظاهر للمطالبة باسقاط النظام وفك الحصار عن المدن المحاصرة».
وفي الرقة (شمال) «خرج مئات المتظاهرين الذين تصدى لهم الامن بالقوة والغاز المسيل للدموع».
مجلس الأمن
وفيما تدور هذه الاحداث في سورية فشل مجلس الامن الدولي في التوافق على موقف مشترك حول القمع في هذه البلاد.
واشار دبلوماسيون الى تحقيق تقدم الثلاثاء الا ان الانقسامات لا تزال مستمرة بين الاعضاء الـ15 في المجلس.
ومن المقرر ان يتشاور الدبلوماسيون مع عواصمهم على ان يستأنفوا المحادثات الاربعاء.
واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تصريح للصحافيين الثلاثاء في نيويورك ان الرئيس بشار الاسد «فقد اي شعور انساني».
وقال «منذ بداية الازمة، اصدرت العديد من التصريحات، وتحدثت الى الرئيس الاسد مرارا، وعبرت عن رغبتي في ان يكون صريحا في تعاطيه السلمي مع هذه المشكلات».
واضاف بان كي مون ان اعمال القمع التي شهدتها سورية خلال الايام الماضية «غير مقبولة بتاتا»، واعتبر ان الرئيس الاسد ينبغي ان «يعي انه مسؤول امام القانون الدولي».
ووزعت الدول الاوروبية مشروع قرار جديدا لكن الدبلوماسيين الهنود والروس قالوا انه لا يختلف عن النص السابق الذي رفضوه قبل شهرين.
وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين «هذا ليس بجديد».
وقال السفير الهندي هاردين سنغ بوري «لم يتم تعديل النص الذي طرح سابقا، ما عدا اضافة بعض المستجدات».
وهددت روسيا والصين باستخدام حق الفيتو لمنع صدور اي قرار بهذا المعنى، تدعمهما في ذلك البرازيل والهند وجنوب افريقيا. وتعارض هذه الدول حتى صدور بيان عن مجلس الامن يدين سورية.
روسيا
لكن وزارة الخارجية الروسية قالت انها لن تعارض قرارا للامم المتحدة بادانة العنف في سورية ما دام لا يتضمن فرض عقوبات أو غير ذلك من «الضغوط».
وفتحت هذه التصريحات الباب لاحراز تقدم بشأن احتمال صدور قرار من مجلس الامن الذي تملك فيه روسيا حق النقض في ثاني أيام المشاورات بشأن كيفية التحرك ازاء التقارير الجديدة عن اراقة دماء.
وقال سيرجي فيرشينين مسؤول ادارة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية ان روسيا لا تعارض «بصورة قطعية» تبني قرار بشأن سورية.
واضاف «نحن لسنا شكليين ولا نعارض بصورة قطعية شيئا في حد ذاته.. اذا كانت هناك مواد غير متوازنة وعقوبات وضغوط.. أعتقد ان مثل هذا النوع من الضغوط سيئ لاننا نريد تقليل اراقة الدماء ومزيدا من الديموقراطية».
وأوصلت تهديدات روسية وصينية باستخدام حق النقض ضد مشروع قرار يدين العنف في سورية مجلس الامن الى طريق مسدود قبل شهرين.
==================
وزير خارجية بلغاريا لـ الوطن:
نطالب الجامعة العربية وحكومات المنطقة بموقف صريح يدين ممارسات الأسد
صوفيا – الوطن:
وصف الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف في حديث خاص مع «الوطن» ممارسات نظام بشار الاسد ضد شعبه بأنها «عدوان بشع وفظيع»، وقال «ان بلغاريا وكل البلدان الاعضاء في الاتحاد الاوروبي تدين بقوة العنف والقمع الوحشي الذي تمارسه السلطات السورية ضد حركة الاحتجاجات السلمية المطالبة بالحرية والديموقراطية في البلاد» داعيا الى «وضع حد فوري لها ووقفها والسماح للشعب بالتعبير والتظاهر سلميا والاستجابة لمطالبه المشروعة».
وطالب ملادينوف الجامعة العربية وحكومات الدول العربية باتخاذ موقف واضح وصريح يدين ممارسات نظام الاسدضد شعبه ووقف عمليات القتل الدموي والتعذيب الوحشي للمحتجين والمعارضين، وتساءل «كيف يمكن ان تواجه حكومات الدول العربية ما يجري في سورية من اعمال وحشية بمثل هذا الصمت»، مشيرا الى «ان مئات المحتجين قتلوا برصاص قوات الامن السورية والجيش الذي يهاجم المدن والمناطق التي تشهد التظاهرات، اضافة الى اعتقال الالاف منهم وتعريضهم لعمليات تعذيب بشعة».
وشدد الوزير على ان الشعب السوري يمتلك ما يكفي من القدرات والامكانات للتعامل مع الوضع الناشئ والشروع بحوار جدي وحقيقي وصادق بين الحكومة والمعارضة لوضع خارطة طريق تقود البلاد نحو الانتقال السلمي الى الديموقراطية ودولة المؤسسات، مشددا على «ان بلاده طالما ابدت استعدادها لتقديم المساعدة لتحقيق مثل هذا الحوار».
هذا وكانت الخارجية حذرت المواطنين البلغار من السفر الى سورية «ودعت المقيمين منهم في سورية الى عدم الوجود في المناطق العامة او اقامة روابط واتصالات مع المتظاهرين لكي لا يتعرضوا الى الاعتقال على يد اجهزة الامن السورية».
وقال بيان رسمي صادر عن دائرة المتحدث الرسمي «ان السفارة البلغارية في دمشق تمتلك امكانات محدودة للغاية لتقديم المساعدة او الحماية القنصلية للمواطنين البلغار الموجودين في سورية بسبب تفاقم الاوضاع الامنية في هذه البلاد».
================
وزير خارجية لبنان يزور سورية
بيروت - يو بي أي: تلقى وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الأربعاء دعوة من نظيره السوري وليد المعلم لزيارة دمشق، واعداً بتلبيتها «في أقرب فرصة».
وقال السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، «نقلت للوزير منصور دعوة من نظيره الوزير وليد المعلم لزيارة سورية ووعدني بتلبيتها في أقرب فرصة».
وعن سبب الزيارة بظل الظروف الحالية في سورية قال علي: «ان الوزير منصور لا يزال وزيراً جديداً، والقضايا المشتركة تستدعي من الوزيرين ان يناقشا القضايا التي تشغل البلدين، حتى ان الوضع الداخلي مترابط».
وأضاف «ان الاستهداف الذي تتعرض له سورية، ليس لبنان خارجاً عنه، لأن العلاقة بين البلدين مترابطة والمصالح مشتركة والأمن متبادل والاستهداف الاسرائيلي والاستهداف التآمري الذي يستهدف سورية، لذا ان للبنان مصلحة بأمن سورية، كما ان لسورية مصلحة بأمن لبنان».
وتابع «لذلك فان القضايا كلها تستدعي من الوزارتين، ومن الوزيرين ومن المسؤولين في البلدين، المناقشة والحوار».
وعن موعد تلبية الدعوة من قبل الوزير منصور أجاب السفير علي «غالباً في وقت قريب».
وعما اذا كان اللقاء المرتقب لوزيري خارجية البلدين تمهيدياً لقمة سورية - لبنانية قال «لا أدري، ولكن العلاقات دائماً في افضل الحالات تشاوراً واتصالاً ولقاءات».
==============
تدمير قسم من السجن المركزي بحماة
لندن – يو بي اي: أعلنت اللجنة السورية لحقوق الانسان ومقرها بريطانيا ان القسم الشمالي من السجن المركزي في مدينة حماة تم تدميره واحراق 13 زنزانة بمن فيها.
ونقلت اللجنة ان شهود عيان «شاهدوا سيارة خارجة من السجن مليئة بالجثث، فيما أكد بعض سكان المنطقة المحيطة خروج عشرات الجثث من السجن وبعضها متفحمة».
واضافت اللجنة نقلاً عن مصدر وصفته بأنه «موثوق» في السجن المركزي بمدينة حمص «أن المعتقلين نفذوا اليوم اعتصاماً فقامت قوات الشرطة باغلاق جميع أجنحة السجن الأخرى واطلاق قنابل غازية على المعتصمين، وأمر رئيس فرع سجن حمص ورئيس مفرزة الأمن السياسي بالسجن لاحقاً جميع عناصر الشرطة بضرب المعتصمين بالعصي الكهربائية والهراوات».
===================
موالون للأسد يهاجمون مظاهرة بلبنان
بيروت - ا ف ب: هاجم موالون للرئيس السوري بشار الاسد مساء الثلاثاء عشرات الاشخاص الذين تجمعوا امام السفارة السورية في بيروت تضامنا مع المحتجين السوريين ضد النظام السوري، ما ادى الى سقوط جرحى، على ما افاد احد المشاركين في التظاهرة.
وقال المصدر نفسه لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان «مجموعة من المؤيدين للنظام السوري هاجمت المتجمعين امام مبنى السفارة السورية في شارع الحمرا في بيروت للتعبير عن احتجاجهم على قمع السلطات السورية للمتظاهرين».
واضاف ان «عددا من الاشخاص اصيبوا بجروح جراء الهجوم من بينهم شخص واحد على الاقل اصابته بالغة» نقل الى المستشفى.
==================
ألمانيا تعلق ترحيل اللاجئين السوريين
برلين – د ب ا: أكدت وزارة الداخلية الألمانية أنه لن يتم ترحيل السوريين، الذين تم رفض طلب لجوئهم، الى سورية بسبب الاضطرابات التي تشهدها حاليا.
يذكر ان الداخلية الألمانية أوصت الولايات الألمانية نهاية ابريل الماضي بتعليق اجراءات الترحيل الى سورية حتى تتضح الأوضاع في البلاد.
وقال متحدث باسم الوزارة الأربعاء في برلين ردا على استفسار أنه لم يتم ترحيل سوريين من ألمانيا منذ 28 ابريل الماضي على حد علم الوزارة.
===============
موسكو: فرض عقوبات مشددة على دمشق «أمر منطقي»
موسكو – «الوطن»:
يرى ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للشؤون الخارجية وممثل الرئيس الروسي في التسوية الليبية ان فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات مشددة على الحكومة السورية أمر منطقي. وأضاف قوله: ان «المجتمع الدولي قلق للغاية من العنف الدائر في هذا البلد العربي، وما يشير الى ذلك الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي نزولا عند رغبة ألمانيا.
وكشف مارغيلوف وهو من المقربين لقصر الكرملين عن معلومات تسربت عن الجلسة المغلقة لمجلس الأمن مفادها ان «صبر أعضاء مجلس الأمن بات يكاد ينفذ». وتابع: «من المستبعد ان يذهب الأمر الى التدخل العسكري العاجل كما حدث في حالة ليبيا، في حين يمكن ترجيح فرض عقوبات مشددة عقب الشجب الشديد». ويرى مارغيلوف ان القيادة السورية «قد وصلت الى حد اراقة الدماء المترافق بقمع المعارضة».
=================
فايننشال تايمز
تحديات صعبة أمام المعارضة السورية
بقلم – رولا خلف:
عندما يلتقي وسام طريف رئيس إحدى منظمات حقوق الإنسان في سورية، مسؤولين غربيين هذه الأيام غالباً ما يسمع منهم سؤالاً تقليدياً مثيراً للشعور بالإحباط لديه هو: أين بديل النظام السوري؟
بالطبع إن من حق هؤلاء المسؤولين طرح هذا السؤال في ظل الأوضاع القائمة، إذ على الرغم من أن حركة الشباب ازدادت زخماً أمام حملة القمع التي يشنها النظام على المحتجين، لم تبرز حتى الآن جبهة معارضة متماسكة تستطيع التحدث فعلاً باسم الناس الثائرين في الشوارع. صحيح أن ناشطي المعارضة ومفكري الخارج بذلوا الكثير من الجهود، وهناك حملة لحث القوى الخارجية على العمل، إلا أن المعارضة السورية لاتزال باعترافها تناضل لتوحيد صفوفها ومن ثم التحدث بصوت واحد.
لكن كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ من الملاحظ أن حركة الاحتجاج المؤلفة في معظمها من الشباب تتسم بطابع محلي في نشاطها بسبب إجراءات القمع الشديدة التي لا تمكّن عناصرها حتى من الاتصال ببعضهم بعضاً ناهيك عن تنظيم أنفسهم ليصبحوا قوة وطنية.
فأي قيادي محلي يتجرأ على الكشف عن نشاطه لابد أن يواجه عقوبة فورية في ظل حملة الاعتقالات التي ينفذها النظام.
حدث مثل هذا الشهر الماضي حينما أحبطت الحكومة بالقوة اجتماعاً كان من المقرر أن يعقده ناشطون محليون في دمشق ليتصادف مع انعقاد مؤتمر للمعارضة السورية في اسطنبول.
غير أن المعارضة تمكنت بكل أطيافها من ناشطين، مفكرين، ليبراليين، اسلاميين، عرب وأكراد من عقد مؤتمرات عدة خارج سورية تخللتها بالطبع بعض الخلافات لكن الجميع خرجوا بعد ذلك برسالة مشتركة واحدة مفادها العمل لإحلال نظام سياسي ديموقراطي في سورية.
كما اعترف هؤلاء جميعاً، أيضاً بأنهم مجرد مؤيدين لحركة الاحتجاج لا قادة لها.
يقول برهان غليون، وهو أكاديمي منشق: يكتشف أبناء الخارج الذين يريدون التعامل بالسياسة أن هناك مجتمعاً مدنياً وشباباً جديرين بالاحترام، لكن الجميع بانتظار تطور الأحداث على الأرض.
أما في الداخل السوري فقد تمكن ما يوصف بلجان التنسيق المحلية من إيجاد شبكة معلومات فاعلة مكّنت الناشطين من الاتصال فيما بينهم والاتفاق مع مجتمعاتهم المحلية على البيانات السياسية وهتافات المظاهرات كل أسبوع. كما تم إنشاء شبكة سرية من الأطباء لتقديم المساعدة للجرحى الذين يمكن أن يواجهوا الاعتقال إذا توجهوا للمستشفيات للعلاج. لكن ثمة تقارير تتحدث حول وجود منافسات حتى داخل هذه اللجان.
على أي حال، هناك عاملان يعيقان المعارضة الداخلية الأول: عدم حدوث انشقاقات على مستوى رفيع في سورية مما يحرم المعارضة الداخلية من الشخصيات التي تستطيع القيام بدور رئيسي بارز. ويتمثل العامل الثاني في اهتمام النظام بالسيطرة على المناطق الحدودية لمنع إنشاء جيب يؤمن الحماية للمعارضة.
لذا يركز الناشطون في مناقشاتهم منذ أشهر على التحدي الذي تواجهه المعارضة ويقارنه البعض ببساطة مع ليبيا، حيث تمكن فيها المنشقون بسرعة من تشكيل سلطة انتقالية في مدينة بنغازي المحررة، لكن حتى المعارضة الليبية هذه واجهت حالة من الفوضى مؤخراً إثر مقتل قائدها العسكري عبدالفتاح يونس.
لكن على الرغم من التحديات التي تواجهها المعارضة السورية، يقول طريف إن عليها أن تكشف قريباً عن «خطة انتقالية حقيقية» كما أنها بحاجة لبدء العمل بدستور جديد ينقل الحوار نحو المستقبل ويُسبغ الشرعية عليها.
غير أن مهمة المعارضة لن تكون سهلة على
ما يبدو مع تصميم النظام على الاستمرار بالحل الأمني للأزمة مهما بلغت التكاليف.
