يثور الحديث في مصر عن القتلة من ضباط الشرطة الذين استخدموا الأسلحة والرصاص الذي دفع ثمنه شعب مصر في قتل شباب مصر غدراً وغيلة.
تنطّع البعض ورفض تسمية من ماتوا بالقرب من أقسام الشرطة شهداء، بل وبلغ بهذا البعض الفجور ان قال عنهم بلطجية استحقوا الرمي بالرصاص.ومضى أصحاب هذه النظرية قائلين ان رجال الشرطة أبرياء براءة السباعي من دم خالد سعيد ولم يقتلوا المتظاهرين لا على أبواب الأقسام ولا في ميادين التحرير!.و لما فغرنا أفواهنا من الدهشة قالوا: نعم..من ماتوا قرب الأقسام مجرمون ومن ماتوا في ميدان التحرير قتلهم الحزب الوطني..إذاً وزارة الداخلية براءة.وطبعاً لم يقصر السيد وزير الداخلية في تدعيم هذه النظرية بقوله ان وزارة الداخلية قد ماتت بعد 28 يناير وبناء عليه فكل ما ارتكب من جرائم بعد ذلك ليس مسؤولاً عنه الضباط الميتين!.
لكن بعيداً عن الأقوال الهازلة التي تفتح كل الجروح وتضع الملح في داخلها، فإنني أود أن أوجه تحية لأبطال مصر العظام من الشهداء والمصابين الذين حققوا انتصاراً لا يقل في روعته عن انتصار حرب أكتوبر على أعداء شعب مصر في وزارة داخلية مبارك.نعم..شرطة مبارك كانت أكبر عدو للشعب المصري حيث انحصر دورها في تحقيق الأمن والأمان للعصابة الحاكمة مع نشر الفزع والرعب والترويع في قلب كل مصري.أما الحديث المائع عن تنفيذ الأوامر وعبيد المأمور فلا نريد ان نسمعه لأنه لا يليق بالرجال أساساً.
ما أود قوله ان دماء الشهداء والمصابين قدمت لنا نصراً شبيهاً بالذي أحرزته المقاومة اللبنانية على الجيش الاسرائيلي في صيف 2006، حيث نجحت الدماء الزكية هناك في تحقيق توازن الرعب مع العدو الاسرائيلي، ونجحت الدماء الطاهرة هنا في تحقيق توازن الرعب بين الشعب المصري وجهاز شرطة مبارك الدموي.في ظل النظرية الجديدة لم يعد الضابط أو المخبر يستطيع ان يسب آباء الناس وأمهاتهم وان يضربهم بالجزمة وهو آمن كما كان يفعل في السابق، بعد ان أدرك ان هذا قد يكلفه حياته، ذلك ان منسوب الكرامة والثقة بالنفس الذي ارتفع لدى المواطن المصري بعد الثورة جعل رد الفعل الفوري على انتهاكات الشرطة أمراً وارداً ومحتملاً على الدوام، إذ ما الذي يضمن ألا يكون هذا المواطن الذي يتعرض للصفع والاهانة هو واحد من الثوار الذين سرت في عروقهم نبضات الميدان وأصبحوا لا يخشون الموت وعلى استعداد لقتل من يفكر في انتهاك العرض أو المس بالكرامة.
ان الضغوط الشعبية التي أرغمت الداخلية مكرهة على التضحية بقُرة عينها من الضباط الفاسدين والمتورطين في التعذيب والتي ستنجح قريباً في جر القتلة الى ساحة العدالة والحكم باعدامهم، هي التي تحافظ حالياً على توازن الرعب وتمنع التعذيب الفاجر وتحصيل الاتاوات بنفس الوتيرة السابقة.
انني أستطيع ان أجازف بالقول ان الثورة على الممارسات الهمجية لآلة القتل والتعذيب وقيام شعب مصر بحرق أقسام وسيارات شرطة مبارك كان من أروع ما حدث لنا في حياتنا..و كيف لا يكون وهو الذي جعل مبارك يتنحي مرغماً بعد ان فقد قوة جهازه الارهابي وأصبح بلا سند في مواجهة شعب مصر.
لا يعني هذا أنني أتمنى استمرار هذه الحالة من توازن الرعب الذي لا يكون الا بين الأعداء..لكن هذه الحالة ضرورية في الوقت الحالي الى ان ننشئ جهازاً وطنياً للشرطة يدخله أبناء مصر بكافة فصائلهم وطوائفهم، يتسلح بالعلم ويعتمد وسائل البحث والتحري الحديثة ويعمل وفقاً للقانون.
وإلى أن يحدث هذا فإن توازن الرعب ينبغي أن يظل قائماً.
تنطّع البعض ورفض تسمية من ماتوا بالقرب من أقسام الشرطة شهداء، بل وبلغ بهذا البعض الفجور ان قال عنهم بلطجية استحقوا الرمي بالرصاص.ومضى أصحاب هذه النظرية قائلين ان رجال الشرطة أبرياء براءة السباعي من دم خالد سعيد ولم يقتلوا المتظاهرين لا على أبواب الأقسام ولا في ميادين التحرير!.و لما فغرنا أفواهنا من الدهشة قالوا: نعم..من ماتوا قرب الأقسام مجرمون ومن ماتوا في ميدان التحرير قتلهم الحزب الوطني..إذاً وزارة الداخلية براءة.وطبعاً لم يقصر السيد وزير الداخلية في تدعيم هذه النظرية بقوله ان وزارة الداخلية قد ماتت بعد 28 يناير وبناء عليه فكل ما ارتكب من جرائم بعد ذلك ليس مسؤولاً عنه الضباط الميتين!.
لكن بعيداً عن الأقوال الهازلة التي تفتح كل الجروح وتضع الملح في داخلها، فإنني أود أن أوجه تحية لأبطال مصر العظام من الشهداء والمصابين الذين حققوا انتصاراً لا يقل في روعته عن انتصار حرب أكتوبر على أعداء شعب مصر في وزارة داخلية مبارك.نعم..شرطة مبارك كانت أكبر عدو للشعب المصري حيث انحصر دورها في تحقيق الأمن والأمان للعصابة الحاكمة مع نشر الفزع والرعب والترويع في قلب كل مصري.أما الحديث المائع عن تنفيذ الأوامر وعبيد المأمور فلا نريد ان نسمعه لأنه لا يليق بالرجال أساساً.
ما أود قوله ان دماء الشهداء والمصابين قدمت لنا نصراً شبيهاً بالذي أحرزته المقاومة اللبنانية على الجيش الاسرائيلي في صيف 2006، حيث نجحت الدماء الزكية هناك في تحقيق توازن الرعب مع العدو الاسرائيلي، ونجحت الدماء الطاهرة هنا في تحقيق توازن الرعب بين الشعب المصري وجهاز شرطة مبارك الدموي.في ظل النظرية الجديدة لم يعد الضابط أو المخبر يستطيع ان يسب آباء الناس وأمهاتهم وان يضربهم بالجزمة وهو آمن كما كان يفعل في السابق، بعد ان أدرك ان هذا قد يكلفه حياته، ذلك ان منسوب الكرامة والثقة بالنفس الذي ارتفع لدى المواطن المصري بعد الثورة جعل رد الفعل الفوري على انتهاكات الشرطة أمراً وارداً ومحتملاً على الدوام، إذ ما الذي يضمن ألا يكون هذا المواطن الذي يتعرض للصفع والاهانة هو واحد من الثوار الذين سرت في عروقهم نبضات الميدان وأصبحوا لا يخشون الموت وعلى استعداد لقتل من يفكر في انتهاك العرض أو المس بالكرامة.
ان الضغوط الشعبية التي أرغمت الداخلية مكرهة على التضحية بقُرة عينها من الضباط الفاسدين والمتورطين في التعذيب والتي ستنجح قريباً في جر القتلة الى ساحة العدالة والحكم باعدامهم، هي التي تحافظ حالياً على توازن الرعب وتمنع التعذيب الفاجر وتحصيل الاتاوات بنفس الوتيرة السابقة.
انني أستطيع ان أجازف بالقول ان الثورة على الممارسات الهمجية لآلة القتل والتعذيب وقيام شعب مصر بحرق أقسام وسيارات شرطة مبارك كان من أروع ما حدث لنا في حياتنا..و كيف لا يكون وهو الذي جعل مبارك يتنحي مرغماً بعد ان فقد قوة جهازه الارهابي وأصبح بلا سند في مواجهة شعب مصر.
لا يعني هذا أنني أتمنى استمرار هذه الحالة من توازن الرعب الذي لا يكون الا بين الأعداء..لكن هذه الحالة ضرورية في الوقت الحالي الى ان ننشئ جهازاً وطنياً للشرطة يدخله أبناء مصر بكافة فصائلهم وطوائفهم، يتسلح بالعلم ويعتمد وسائل البحث والتحري الحديثة ويعمل وفقاً للقانون.
وإلى أن يحدث هذا فإن توازن الرعب ينبغي أن يظل قائماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق